وجهة نظر روسية: الولايات المتحدة المتحكم الوحيد بسوق النفط!!
- OGT
- 30 أكتوبر 2019
- 3 دقائق قراءة

قال إيغور سيتشين رئيس مجلس إدارة شركة "روسنفت"، من خلال خطابه في المنتدى الاقتصادي الآسيوي الأوروبي الثاني عشر الذي ينعقد في مدينة بفيرونا في إيطاليا، عن حالة السوق العالمية للنفط.
وعلى ما يبدو فإن الحديث الذي أدلى به سيتشين تلقى أصداء كبيرة تجاوزت حدود فيرونا، إذ قال "إن أردنا التحدث في المنتديات الماضية في فيرونا عن حقيقة أن هنالك ثلاثة متحكمين في أسواق النفط العالمية، وهم روسيا والسعودية وأمريكا، ففي الوقت الحالي هناك متحكم واحد هو الولايات المتحدة، ويجب اعتبار ذلك أمرا منهيا".
في هذا المقال الذي نشرته الصحيفة الروسية "سفابودنايا براسا"، وضح فالنتين كاتاسونوف الباحث في جامعة العلاقات الدولية في موسكو أن الذي يتحكم في سوق النفط يجب أن يحتل موقعا إستراتيجيا ومهما في السوق العالمية وأن يتحلى بالقدرة على إدارة أسعار الذهب الأسود بفعالية.
الولايات المتحدة قيصر الذهب الأسود! في منتدى العام الفائت في مدينة فيرونا، صرح سيتشين بأن الأطراف الثلاثة المتحكمة في سوق النفط أي (روسيا والسعودية والولايات المتحدة) ستتفوق في الأعوام الـ 10 أو الـ 15 القادمة بشكل متساوٍ. إلا أن سيتشين غير رأيه بشكل جذري بعد عام، منوها إلى أن الولايات المتحدة أصبحت "قيصر" الأسواق العالمية للذهب الأسود.
يعتقد الكاتب أن سيتشين استطاع بعبارات لطيفة أن يلفت الانتباه إلى التهديد المحتمل بتحوّل الولايات المتحدة بشكل فعلي إلى "قيصر" الأسواق العالمية للذهب الأسود.
وفي الواقع، تسعى الولايات المتحدة بشكل حثيث في بناء إمكاناتها النفطية، إلا أنها ما تزال بعيدة إلى الآن عن أن تكون ضمن المراتب الأولى لتصدير النفط.
فحسب ترتيب الدول العشر الأوائل من حيث تصدير النفط وفق نتائج العام الفائت، احتلت المملكة السعودية الدرجة الأولى، وتلتها روسيا ومن ثم العراق، كندا، الإمارات، الكويت، إيران ،الولايات المتحدة، ونيجيريا فكزاخستان.
المملكة السعودية تحتل الدرجة الأولى في تصدير النفط (رويترز)
وقعت الولايات المتحدة العام الفائت في الدرجة الثامنة من ضمن أكثرعشر بلدان مصدرة للنفط، وهو ما يبعدها عن لقب "قيصر" أسواق النفط إلى الآن.
وعقب الأحداث التي شهدها العالم هذه السنة، وبسبب العقوبات الأميركية التي تفرضها على إيران، قد تخرج إيران من قائمة أكثر البلدان المصدرة للنفط. من الناحية الأخرى، ارتفعت صادرات الولايات المتحدة للنفط، وليس من المستبعد أن تتقدم هذه السنة إلى الدرجة السادسة أو الخامسة ضمن قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط، حسب رأي الكاتب.
وحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن تأخذ الولايات المتحدة عام 2024 مكان روسيا وتصبح بذلك صاحبة الدرجة الثانية بعد المملكة السعودية.
ومن هذا المنطلق، من المرجح أن تبقى السعودية حتى عام 2024 محافظة على لقب "قيصر" النفط لكن بشكل نظري فقط، فقد تنفرد أمريكا بالتحكم في سوق النفط بفعل نفوذها القوي في السعودية، الأمر الذي سيجبر الرياض على انتهاج سياسة نفط توافق مصلحة الطرف الأميركي.
طفرة النفط في الولايات المتحدة قال الكاتب أن من وجهة نظر البعض فإن طفرة النفط في الولايات المتحدة ظهرت مع استلام دونالد ترامب الحكم، لكنها حقيقة قد بدأت في وقت مبكر بالتزامن مع الأزمة المالية التي شهدتها الولايات المتحدة بين عام 2007 و2009 وقتما بدأ سعر النفط في الازدياد وانطلاق ثورة النفط الصخري.
في عام 2012، ازداد إنتاج الولايات المتحدة للنفط بنسبة 15 بالمئة، وتجاوزت كمية الإنتاج اليومي 6.5 ملايين برميل. وفي عام 2015 رفعت الولايات المتحدة من حجم الإنتاج ليصل إلى حوالي 10 ملايين برميل يوميا، مما أدى إلى تمكينها من الدخول في قائمة الدول الثلاثة القادة.
وحسب شركة "بريتيش بتروليوم"، ففي عام 2016 قدرت حصة المملكة السعودية من إنتاج النفط العالمي 13.4 بالمئة، وحصة روسيا 12.6 بالمئة، أما حصة الولايات المتحدة فقدرت بنحو 12.4 بالمئة.
ولفت سيتشين اعتمادا على نتائج العام السابق إلى أن روسيا رفعت إنتاجها بنسبة 3 بالمئة، والمملكة السعودية بنسبة 14 بالمئة، أما الولايات المتحدة فقد رفعت إنتاجها بنحو 26 بالمئة.
ويرى سيتشين بأن ذلك يرجع إلى عدم اهتمام واشنطن بالظروف البيئية وعدم الوضع بعين الاعتبار الأضرار التي تصاحب إنتاج الطاقة من النفط الصخري.
وسابقا، كانت كندا تعد المشتري الأهم للنفط الأميركي، بينما أضحت واشنطن في الوقت الحالي تصدر منتجاتها النفطية لأربعين دولة.
الصادرات النفطية وضح الكاتب أن صادرات الولايات المتحدة من النفط تزداد بشكل ديناميكي. فخلال الأعوام الثلاثة السابقة، ارتفعت صادرات النفط الأمريكية بشكل كبير.
في عام 2018 تضاعفت كمية صادرات النفط إلى بلدان الاتحاد الأوروبي 9 مرات بحوالي 22.7 مليون برميل.
ويعد فرض واشنطن العقوبات الاقتصادية على منتجي ومصدري النفط الرئيسيين (إيران وروسيا وفنزويلا) الطريقة الأساسية للانتشار الأمريكي في أسواق النفط العالمية، حسب رأي الكاتب.
وفي عام 2018 فقط تراجعت إمدادات إيران من النفط إلى الأسواق الأوروبية من 27.3 مليون طن حتى 18.5 مليون.
ولفت الكاتب إلى أن الإستراتيجية التي تتبعها موسكو تسببت بالضرر بالصناعة النفطية لروسيا، وساعدت في نهوض المصالح النفطية للولايات المتحدة في العالم.
وبنظر الكاتب فإن متابعة الالتزام باتفاقية منظمة أوبك وتخفيض الصادرات النفطية من أجل الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة من شأنها دعم الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها في انتاج وتصدير النفط. أيضا فإن تصريح سيتشين في فيرونا يعد دعوة إلى مغادرة روسيا لاتفاقية أوبك.
Comments