هل فشلت السعودية بالحصول على الغاز الصخري؟
- OGT
- 4 نوفمبر 2019
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 11 مارس 2020
كانت شركة "لوك أويل" الروسية المختصة في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي وإنتاجه ونقله وبيعه قد أعلنت انسحابها من مشروع كبير للتنقيب عن الغاز في المملكة السعودية نهاية الشهر الماضي أوكتوبر 2019،
وقد عزت الشركة الروسية خروجها من هذا المشروع، والتي كانت قد دخلت به بمساهمة مع"أرامكو السعودية" عام 2014، إلى عدم تأمين السلطات في المملكة الظروف المناسبة لتجعل المشروع مجدياً اقتصادياً.
وتم توقيع اتفاقية التنقيب عن الغاز الصخري ذوالجودة الاقتصادية بعد أن فشلت شركات عالمية عدة في الوصول إلى هذا الغاز حيث أنه بحاجة لإمكانيات مادية كبيرة.
أيضا، عقدت أرامكو اتفاقيات في عام 2017 مع شركات روسية أخرى كان من بينها "غازبروم نفت" و"غازبروم" و"سايبور" و"ليتاسكو"، التابعة جميعها لـ"لوك أويل"، بعد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو، بغية التنقيب عن الغاز الصخري.
ونقلت الشركة الروسية حصتها من المشروع المقدرة بـ 80 بالمئة إلى شركة "أرامكو" قبل الانسحاب منه، لتنهي جميع أعمالها في السعودية والخروج منها بالكامل.
مشروع لم يكلل بالنجاح
أرادت أرامكو استخراج الغاز الصخري في مناطق عدة بالمملكة، لذا أطلقت مشروعاً (لم يكتمل) أعلنت عنه في مايو/ آيار 2014 يتضمن بناء منشآت لمعالجة الغاز ورؤوس آبار إضافة إلى خطوط أنابيب في مدينة طريف ستغذي مشروع لتعدين الفوسفات "وعد الشمال" في المنطقة.
كما اتجهت أيضا إلى التنقيب في حقول المنطقة الشرقية، وأُجريت دراسات زلزالية في أجزاء من البحر الأحمر، حيث يرى البعض بتوافر رواسب للغاز الطبيعي بكثرة هناك.
وقدرت وزارة النفط في السعودية احتياطياتها من الغاز الصخري بحوالي 600 تريليون قدم مكعبة، أي ما يساوي ضعف الاحتياطيات المقدرة للغاز التقليدي.
ويعود اهتمام السعودية بالغاز الصخري على الرغم من امتلاكها كميات كبيرة من الغاز التقليدي، إلى الجودة التي يتمتع بها، وكمياته الوفيرة، بالإضافة إلى أن الغاز التقليدي مصاحب للنفط، أما الغاز الصخري فهو غير مصاحب للنفط في الآبار.
أسباب الفشل
يوجد عدة أسباب كانت وراء فشل السعودية في التنقيب عن الغاز الصخري، منها تكاليف تقنية الحفر الباهظة، وندرة المياه في المملكة، حيث أن تلك الآبار بحاجة إلى كميات كبيرة من الماء من أجل تكسير الصخور للوصول إلى الغاز.
وتجعل هذه الأسباب من استخراج الغاز الصخري في المملكة أمراً صعباً، وقد أكد خالد العبد القادر المدير العام للموارد غير التقليدية في شركة أرامكو، خلال حديث له نشر في 13 مارس/ آذار عام 2018، أن كميات إنتاج الغاز الطبيعي ينبغي أن تكون مرتفعة حتى تكون تجارية.
وحاولت أرامكو الاعتماد على تقنيات أخرى كثيرة لإيجاد حلولا بديلة عن الماء لتكسير الصخور، كثاني أوكسيد الكربون، إلا أنها فشلت ولم تعطِ نتائج إيجابية تذكر.
انسحاب "لوك أويل"لم يكن الانسحاب الأول
حاولت شركات نفط عالمية بالمساهمة مع أرامكو من خلال إقامة مشروعات مشتركة لاكتشاف مكامن غاز الصخري ذي جدوى اقتصادية إلا أنها فشلت، كما أحجمت شركات أخرى عن التنقيب؛ لكن شركة "لوك أويل" الروسية آظهرت استعدادها للمساهمة، حسب تقرير نشرته وكالة "رويترز" في 15 مايو/ آيار 2015.
وتعتبر شركة "شل" من أوائل الشركات التي تراجعت عن مشروع مشترك مع السعودية للتنقيب عن الغاز الصخري؛ نتيجة خلاف على الشروط مع الحكومة السعودية.
وبعد انسحاب "شل" باشرت "لوك أويل" بحفر أول بئر في بدايات عام 2015، ثم حفر البئر الثاني في النصف الثاني من ذات العام، لكن الشركة الروسية انسحبت بعد أن ألقت مسؤولية فشل استخراج الغاز الصخري على الحكومة السعودية.
قبل ذلك، أعلن خالد الفالح، وزير الطاقة والثروة المعدنية السابق في السعودية، في مارس/ آذار 2019، عن اكتشافات كبيرة للغاز في البحر الأحمر، وعن عزم أرامكو على تكثيف عملياتها في المنطقة.
لكن لم تظهر -بعد إعلان الوزير- أي كميات من الغاز خارجة من البحر، وهو ما عزاه الفاتح إلى تكاليف عمليات الإنتاج العالية؛ بسبب وجوده في أماكن عميقة في قاع البحر تصل إلى ما بين 1200- 1500 متر.

Comments