top of page

هل اقتربت الولايات المتحدة من تحقيق الاستقلال التام في مجال الطاقة؟

هل اقتربت الولايات المتحدة من تحقيق الاستقلال التام في مجال الطاقة؟

في تحول ظاهر في الفترة الأخيرة، باتت الولايات المتحدة على بُعد أشهر من تحقيقها للاستقلال التام في مجال الطاقة.

فمع حلول عام 2030، قد يتخطى إجمالي إنتاج الطاقة الأولية الطلب على الطاقة ذاتها بقرابة 30 بالمئة، وذلك حسب آخر توقعات شركة النفط والغاز "ريستاد إنرجي".

ونقل موقع أويل برايس ضمن تقريره،عن نائب رئيس شركة "ريستاد إنرجي" التابع للفريق المعني بسوق الغاز، سيندر كنوتسون ، أن هذا الإنجاز جاء عقب فترة نمو قوية في كل من الموارد المتجددة اولموارد الهيدروكربونية ومن المرجح تسجيل الولايات المتحدة فائضا أوليا في الطاقة مع حلول الشهر الثاني أو الثالث من عام 2020، بناء على موسم الشتاء.


تحقيق الاستقلال في الطاقة وحسب ما ذكره كنوتسون في المراحل المقبلة، سوف تستطيع الولايات المتحدة تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة بنسق شهري، حيث ستتخطى معدلات إجمالي إنتاج الطاقة الأولية الطلب على الطاقة الأولية بنحو 30 بالمئة مع حلول عام 2030.

ووضح الموقع أن هذه التطورات قد وصلت بالفعل إلى ذروتها. ووفقا لذلك، ترجح شركة "ريستاد إنرجي" للنفط والغاز أن إصدار إدارة معلومات الطاقة الأميركية في الشهر المقبل سيكشف أن الولايات المتحدة ذائما ما تمتعت بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة الأولية لمدة اثنا عشرة شهرا كاملين، (وبالتحديد من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018 إلى ما يقارب سبتمبر/أيلول 2019).

ولاحظ كنوتسون أن هذه هي أول مرة التي يحصل فيها هذا منذ شهر مايو/أيار عام 1982، حيث يبين هذا التطور الأخير بعض الآثار الواسعة على عدة جبهات.

وذكر الموقع نقلا عن كنوتسون أنه في العام الماضي، تم تقدير عجز النفط في الولايات المتحدة بـ 62 مليار دولار، وهو ما يساوي 10 بالمئة من كامل العجز التجاري للبلاد والبالغ 621 مليار دولار، بما في ذلك الخدمات والسلع.

التحول من العجز إلى النمو وبمقدور هذه التحولات الحاصلة في ميزان الطاقة الأميركي أن تقلب العجز الحاصل على مستوى النفط الذي بلغ 62 مليار دولار في 2018، إلى فائض يبلغ 340 مليار دولار مع حلول 2030.

ولفت كنوتسون إلى أن هذا التغيير قد يضيف تحولا يبلغ 400 مليار دولار، خلال فترة أقل من 12 عاما، ويعود الفضل في ذلك في المقام الأول إلى الزيادة الضخمة في الإنتاج لدى قطاع الصخر الزيتي الأمريكي.

وفي هذا الجانب، ترجح شركة "ريستاد إنرجي" إزدياد مجمل إنتاج الطاقة الأولية من 95 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية من عام 2018 حتى 138 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية في العام 2030.

وبين الموقع أن إنتاج النفط والغاز الطبيعي على حد سواء، سيساهمان بشكل رئيسي في نمو إمدادات الطاقة الأولية خلال تلك الفترة، حيث سوف يمثل النفط 75 بالمئة من النمو أما الغاز فسيمثل نسبة 38 بالمئة.

ومن المرجح أيضا أن ييزيد نمو إنتاج النفط الآتي من أحواض باكن والبيرميان وإيغل فورد الصخرية من 21.5 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (أي ما يعادل 10.32 ملايين برميل يوميا) من عام 2018، إلى 39 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (18.73 مليون برميل يوميا) في العام 2030.

ويرجع النمو في إنتاج الغاز الطبيعي إلى ارتفاع إمدادات أحواض هاينسفيل ومارسيلس وأحواض أوتيكا، إضافة إلى أن هناك أيضا كميات كبيرة من الغاز المصاحبة من أحواض البرميان، وهو الذي بدوره يجعل مجمل إنتاج الغاز الطبيعي يبلغ 40 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (نحو 1.1 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي) في العام 2030، بالمقارنة مع 29 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (أي ما يعادل 0.8 طن مكعب من الغاز) من العام 2018.

الطاقة المتجددة وقال الموقع أن شركة "ريستاد إنرجي" ترجح أن يرتفع إنتاج الطاقة الأولية من المصادر المتجددة، ومن ضمنها توليد الطاقة الكهرمائية، من 3.43 تريليون كيلوواط من الكهرباء من العام 2018، إلى 5.57 تريليون كيلوواط ساعة من الكهرباء في العام 2030.

وهذا يعادل نحو 63 بالمئة من النمو، بينما من المرجح أن يصل معدل نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية نحو 357 بالمئة و257 بالمئة على التوالي.

ونوه الموقع إلى أنه من المرجح أن يتراجع إنتاج الفحم نحو 37% في ذات الفترة، حيث تراجع من 809 ملايين طن من الفحم في عام 2018، إلى 492 مليون طن مع حلول عام 2030.

أما فيما هو متعلق بالطلب، فإن شركة ريستاد إنرجي تتوقع معدل نمو تراكمي قد يصل قرابة 0.4% من عام 2018 حتى 2030، والذي قد يبلغ 106 كوادريليونات وحدة حرارية بريطانية عام 2030.

وفي هذا الشأن، ذكر كنوتسون أنه من الممكن أن يجعل فائض الطاقة الصاعد الولايات المتحدة أقل ضغطا للسياسات المرتبطة بالطاقة الخارجية، وتسهيل نمو الصادرات.

وبالرغم من أن استهلاك الطاقة المتجددة سيتم استخدامه على المستوى المحلي، فإن صادرات النفط والغاز في المستقبل سيكون باهرا.

ويظهر ميزان الطاقة الآتية من الوقود الأحفوري في "ريستاد إنرجي" أن أمريكا كانت مستوردا صافيا، إذ وصلت كمية صادراتها 1.8 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا عام 2018، مدعومة بتوازن هائل من السوائل المستوردة.

ومع استمرار ارتفاع إنتاج النفط والغاز الصخريين، سوف يقل استيراد الولايات المتحدة من براميل النفط، وسترتفع صادراتها من الغاز الطبيعي، وهو ما بدوره سيجعلها مصدرا صافيا لمايقدر بـ 0.6 مليون برميل من الوقود الأحفوري.

وترجح شركة "ريستاد إنرجي" ازدياد الفائض الأميركي حتى 12 مليون برميل من الوقود الأحفوري يوميا مع حلول عام 2030، مما قد يتيح ارتفاع صادرات الغاز الطبيعي والسوائل بشكل أكبر.

وحسب ملاحظات كنوتسون، سيستمر نمو صناعة الصخر الزيتي بإحداث ثورة في ميزان الطاقة لدى الولايات المتحدة وإيجاد فرص جديدة للصادرات والتطورات في مجمل الميزان التجاري للبلاد.

٠ تعليق
bottom of page