مياه المتوسط قابلة للاشتعال
- OGT
- 8 يناير 2020
- 3 دقائق قراءة

كتب علي الفارسي:
هناك تزاحم نحو شمال أفريقيا ونحو المتوسط، تزاحم دوافعه مغلفه بالسياسة ولكنها في الحقيقة اقتصاديه يحركها وقود العرب واحتياطي الغاز الضخم.
لقد أصبحت المنطقة تشتعل وأصبحت طموحات أمم تعاني من شك الطاقه واضحه وصريحة، نحن كدول متوسطيه نعتبر شرفة أفريقيا علي أوروبا شرفه ضيقه ولكنها تسع الجميع وتزخر بالثروات وبالصراعات الأقليميه التاريخية لو حاولنا التركيز علي خريطه المكامن النفطيه لا يمكن لنا بأي وسيله من الوسائل التغاضي عن خارطه التاريخ التي ترسم المستقبل من حلم الدوله العثمانية إلى مطامح الكيان الصهيوني وغيرهم الكثير
تكونت خارطه جديده لكن هذه المره ليست بوارج خشبيه وجند ورماح وأراضي تقام عليه مماليك جديده، لكنها خارطه تحكم العالم وتغير من سياسات أمم عظمى لصالح أمم أقل، انه النفط والغاز، كلاهما أدوات إذا ما استخدمت بشكل صحيح حققت تنمية وإلا فإنه سوف تقودنا إلى ان نكون طعم أو مطمع للكثيرون.
لم نستطع التخلص من الماضي ولا مقارعة الحاضر والسير نحو مستقبل إعاده تدوير مداخيل الطاقه للصناعه والإنتاج والاستثمار اللاتي قد تكون ضامن للحفاظ على الثروه واستقرار المنطقة وإرضاء الشعوب وتحقيق القيمه المضافة.
عندما نبدأ من ساحل ليبيا الغربي مرورا بإتفاقيه الغاز وإيطاليا الدافئ بالغاز الليبي، غاز ستريم، حتى الجزائر بين ولايات بيجي وجيجل نجد اتفاقا ضخما للتنقيب عن الغاز ومن ثم تونس واكتشافاتهم الضئيلة حتى مصر وحقول الغاز واتفاقيات التقاسم مع دول الجوار المتوسطية.
لابد أن شبكه الغاز الطبيعي ،التي تصل بين أوروبا وأفريقيا بين العرب والغرب ليست خطوط نقل الغاز الأزرق بقدر كونها خارطه المنطقة القادمة .
وبالنظر إلى شركات النفط العالمية التي تدير عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حوض شرق المتوسط، وأبرزها ثلاث وهي: إيني الإيطاليّة في مصر وقبرص، وTotal الفرنسيّة في قبرص، وائتلاف Nobel Energy الأميركية مع شركة Delek الإسرائيليّة، الذي كان يحتكر حقول الغاز في فلسطين المحتلة، وائتلاف شركة "توتال" الفرنسية، "إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية في لبنان. ورغم أن سورية شغلتها الحرب عن الاستثمار في قطاع الغاز إلا أن توقعات تشير إلى احتواء سواحلها على احتياطي كبير جدا، مما جعل الكيان الصهيوني يسعي لتعزيز الخلافات وعقد الاتفاقيات بطريقته للهيمنة علي حقول الغاز وخاصه بعد اكتشاف الاحتلال الصهيوني لحقل تنين الغازي الضخم.
لابد ان هذه المنطقة التي تسيطر علي معابر التجارة والشرفة المطلة علي اسيا وأوروبا وأفريقيا واتصالها بطرق التجارة العالمية عبر مضائق السويس والبوسفور وجبل طارق رغم الاختلافات الحدوديه بالمنطقة إلا إن الغاز الطبيعي ومناطق تواجد النفط خفضت من حده الخلافات وهنا يكمن التغيير، الترسيم الذي فشلت فيه السياسة نجحت آبار الغاز والنفط في وضع نقاط نهايه له وذلك لسعي الجميع والحاجة الكلية للطاقه وتطور الصناعه وخاصه أن جميع حقول الغاز بالمتوسط منتجة وسهولة نقله الي أوروبا ليست معقدة. هل سنري تجربة جديده تشابه سياسه الكرملين مع أوروبا من الضفه الأخرى! إما أن الدول العربيه قد تسيىء استخدامات الطاقه ؟ بتداخل أبعاده المختلفة السياسية والاقتصادية والقانونية والأمنية ولكم في حاله نيقوسيا وإسرائيل ولبنان خير مثال
لعل المشكل حول الترسيم فشلت فيه السياسه لكن الإغراءات من احتياطيات الغاز قد تكشف الستار عن اتفاق قريب ... وتوافق اقتصادي ولعل حقل الدره الغازي خير دليل (العلاقات بين الكويت والسعودية من جهة والكويت والمملكة مع إيران ) معقدة وحساسة و حلحلة المشكل لأجل الشح في مصادر الطاقه لديهم فقط.
أما عن سوريا وروسيا وحلم التنقيب شأنه شأن السادة الفلسطينيه قبول الواقع وحرمان من هذه العطاءات الاقتصادية لا نتوقع ان تقبل إسرائيل بذلك لأن الحرب القادمة ليست عسكرية لكنها اقتصادية بمعني (حرب الهيدروكربونات والموارد ). جميع اللاعبين في خارطة الغاز إما لديهم رغبات لدعم اقتصادها كحاله مصر والأردن أم لتخلي عن مصادر تشكل له عامل ضغط سياسه كواقع إسرائيل التي تسعي للتخلص من هيمنة مصر .
أما عن أوروبا فهي تعتبر دول المتوسط وثرواته أداة للحفاظ علي أمن الطاقه لديها حتى تتجرد من هيمنه روسيا وأنابيب الغاز الروسي التي تجعل أوروبا تشعر بالدفء وتسيطر علي كواليس قرارها السياسي .
أما روسيا وعلاقتها بالمتوسط تكمن في كونها مقاول لدعم شركاتها هذه الكميات لن تؤثر في ضخ الغاز الروسي إليىأوروبا بكافة المقاييس . أما امريكا التي تعتبر منطقه الشرق الأوسط منطقه نفوذ عسكري واقتصادي كما نعلم تسعي لضمان الطاقه لحلفائها وأمنهم
كذلك ومؤخرا امريكا وخاصه في فتره حكم الرئيس الاقتصادي ترامب خفضت اعتمادها علي النفط العربي وأصبحت تعتمد على دعم تصدير المزيد من الغاز المسال الي أوروبا . وجميع الدول المتوسطية لديها نظرة هي تنظر بشكل أساسي إلى الإتحاد الأوروبي والدول الأوروبية كسوق محتملة لكونها مستهلكًا ضخمًا للغاز من جهة، ولقربها الجغرافي نسبيًّا من المنطقة مقارنة بمناطق الاستهلاك الكبرى في شرق آسيا. وكا شريك لديه الإمكانيات لأستخراح الغاز وتصنيعه ...يتبع. ولا اعتقد ان سوف يكون هناك صراع بمعني النزاع الحربي بالمنطقة فهي تجاذبات لاتتعدى كونها رغبات اقتصادية لاحدود لها غير قابله للتهور !
عن الكاتب: على الفارسي, كاتب في مجال النفط والغاز - اخصائي معلومات سابق بشركه راس لانوف لتصنيع النفط والغاز سابقاً, اخصائي معلومات بشركه الواحه للنفط حالياً.
هذه المقالة من مساهمات الكتاب المستقلين, ولا يعبر عن وجهة نظر فريق تحرير عالم النفط و الغاز
コメント