لماذا لا تنوي روسيا الانسحاب من اتفاق "أوبك بلس" إلى الآن؟
- OGT
- 5 نوفمبر 2019
- 3 دقائق قراءة

في تقرير تم نشره على موقع "أويل برايس" الأميركي، تكلمت مجموعة "جيمس تاون" للبحث والتحليل عن سعي روسيا على عدم التخلي عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تحالفها معها والذي أطلق عليه اسم "أوبك بلس" في خطوة كانت تهدف إلى رفع أسعار النفط الخام العالمية.
وناقش فلاديمير بوتين الرئيس الروسي أثناء زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط يومي 14 و15 أكتوبر مع السعودية مجموعة من صفقات الاستثمار في مجال الطاقة التي لم تتخطى قيمتها الإجمالية مئات ملايين الدولارات، في حين كانت تطمح روسيا لتحقيق مليارات الدولارات بدلا من ذلك.
وقالت مجموعة "جيمس تاون" إن بوتين استطاع الحصول على استثمار من دولة الإمارات أثناء رحلته إلى المنطقة. وبالرغم من أن النتائج كانت متواضعة عموما، إلا أن كل صفقة اقتصادية على هذا النحو تشيد حجر الأساس لإبرام مزيد من الصفقات مستقبلا.
روسيا تقوم بتعزيز شراكاتها ذكرت مجموعة البحث أن روسيا تحاول تعزيز شراكاتها مع دول الخليج منذ أن قامت بإبرام اتفاق قبل 3 سنوات مع منظمة أوبك.
وتحاول موسكو أيضا إقامة علاقات أكثر متانة مع منطقة الشرق الأوسط من أجل تعزيز مكانتها في المنطقة وتمويل مشاريع الطاقة التي تم حظرها من خلال العقوبات المفروضة من قبل الغرب. إلا أن الرياض تؤجل أمر الاستثمار خاصة أن روسيا تعد من المنافسين لها في مجال النفط والغاز الطبيعي.
وبينت مجموعة جيمس تاون أن السعودية سبق وحرضت على اتفاق "أوبك بلس"، لكن موسكو تبنت افتتاح العرض لأنها أرادت أن يشهد هبوط سعر النفط استقرارا وظنت أن بإستطاعتها الحصول على فوائد استثمارية وجيوسياسية من هذا الاتفاق.
وتأمل السعودية الآن تمديد اتفاق "أوبك بلس" لما يقارب عقدا من الزمن أو أكثر، لكن روسيا ترفض الالتزام بهذه المدة الزمنية لأنها تريد أن تحتفظ بحرية الانسحاب من الاتفاق في حال تغير الظروف الاقتصادية والجيوسياسية يعني أن روسيا ستكون بحال أفضل إذا ما رجعت بمفردها مرة ثانية.
إلا أن هنالك عاملا هاما آخر يجعل روسيا تتردد بخصوص التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بشأن تحالف "أوبك بلس" وهو عدم موافقة حكومة الأقلية في قطاع الطاقة في روسيا، التي ترى بأنه من غير الجيد وضع قيود تكبح من قدرتها على إنتاج كميات إضافية من النفط.
وفي حال بدأت موسكو تميل نحو الانسحاب من "أوبك بلس"، فسيتوجب عليها التفكير جيدا فيما إذا كان ذلك يستحق المغامرة بخسارة شراكتها مع الرياض مرة أخرى. حيث أن روسيا لا تزال تأمل بالحصول على صفقات استثمارية سعودية في مجال الطاقة بمليارات الدولارات.
وأفادت المجموعة أن كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر، تفاخر أخيرا بأن الصندوق المشترك للدولتين استثمر بالفعل ملياري دولار في مشاريع سعودية وروسية. لكن أغلب هذه الأموال الروسية استثمرت في مشاريع النقل الجوي والبنى التحتية الغير المرتبطة بالطاقة، بدلا من التوسع بقطاع النفط والغاز كما كان يأمل الكرملين.
اتفاقات روسية سعودية كان الرئيس الروسي يتأمل من خلال خطاب شخصي بعثه قبل سنتين إلى خالد الفالح وزير الطاقة السابق في إقناع السعودية بالاتفاق على مشروع نوفاتيك آركتيك آل أن جي 2 للغاز الطبيعي المسال. لكن هذه البادرة التمهيدية باءت بالفشل وبعدها تم عزل الفاتح من منصبه
لم تستطع موسكو أيضا الحصول على صفقات سعودية لشركة "أوراسيا للتنقيب" أكبر شركة للنفط والغاز، أو إقناع الرياض بأن تسمح لـ "روس آتوم" الحكومية للطاقة النووية بتشييد منشآة في المملكة.
وفي زيارة بوتين الأخيرة تم التوقيع على عدة وثائق متعلقة بالأعمال التجارية لكن أغلبها لم تعدو عن كونها مذكرات تفاهم أو اتفاقيات تعاون غير ملزمة.
ووفق تقرير المجموعة، ما تزال موسكو في الخطوات الأولى من تقربها من دول الخليج العربي، وهي مهمة تحوي في طياتها العديد من الوعود، إلا أنها قد تتبدل في أي لحظة.
وبالرغم من أن روسيا لم تقم بتحويل شراكاتها الخليجية بعد إلى تدفقات استثمارية كبيرة ملموسة، لكن اهتمامها بهذه المنطقة بدأ يحقق بلا شك بعض المكاسب.
ومن أهم هذه المكاسب تمديد اتفاق "أوبك بلس" لمدة سنتين أخريين، وكبح أسعار النفط العالمية عن الهبوط إلى الحد الأدنى.
Comments