top of page

لماذا تحمي الولايات المتحدة الأمريكية مخزونها النفطي في أنفاق تحت الأرض؟

تحمي الولايات المتحدة الأمريكية مخزونها النفطي في أنفاق تحت الأرض

بعد الضربات الأخيرة على معامل نفط رئيسية تابعة لشركة أرامكو السعودية، أشار مسؤولون أمريكيون عن إمكانية الاستعانة بالمخزون الاحتياطي الكبير الذي تحتفظ به الولايات المتحدة الأمريكية لحين الطوارئ وسحب كميات منه.

ومع زيادة أسعار النفط الخام، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه في تويتر، تحدث فيها إلى أن بلاده من الممكن أن تستهلك كميات من النفط بالسحب من المخزون الاحتياطي للحفاظ على إمدادات الأسواق النفطية بمستوىً جيد.

ويقدر حجم الاحتياطي النفطي للولايات المتحدة بأكثر من 640 مليون برميل مخزنة في أنفاق ملحية تحت الأرض في كل من ولايتي تكساس ولويزيانا.

ترجع فكرة حفظ هذه "الاحتياطيات الاستراتيجية" في هذه الأنفاق إلى فترة السبعينيات من القرن الماضي.

حيث ينبغي على جميع الدول الأعضاء المشاركة في الوكالة الدولية للطاقة الإبقاء على كمية تقارب ما يكفي لـثلاثة أشهر من الواردات النفطية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بأعلى مخزون نفطي للطوارئ في العالم.

ما سبب إنشاء المخزون الاحتياطي النفطي؟

طرحت فكرة إنشاء المخزون الاحتياطي للنفط أول مرة في بداية سبعينيات القرن الفائت، بعد أن قامت دول الشرق الأوسط بفرض الحظر النفطي ما أدى إلى ازدياد كبير في أسعار النفط في كل أنحاء العالم.

حيث رفض أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوبك)، من ضمنها العراق وقطروالكويت والسعودية وإيران، تصدير النفط إلى أمريكا بسبب دعمها لإسرائيل في حربها مع الدول العربية في تشرين الثاني عام 1973.

ورغم أن الحرب لم تمتد أكثر من ثلاثة أسابيع فقط إلا أن الحظر النفطي، الذي فرض على بلدان أخرى أيضا، دام حتى آذار 1974، أدى هذا إلى زيادة أسعار النفط ما يقارب أربعة أضعاف في كل أنحاء العالم، ليرتفع من نحو 3 دولار حتى ما يقارب 12 دولار للبرميل الواحد.

وانتشرت صور السيارات المزدحمة في طوابير محطات البنزين لدى الدول المتضررة خلال هذه الأزمة.

لذلك قام الكونغرس الأمريكي بإقرار قانون سياسة الطاقة وحفظها عام 1975، واعتمد فكرة الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لمواجهة أخطارحدوث مشاكل كبيرة في إمدادات النفط.

أين يقع المخزون الاحتياطي؟

هناك 4 مواقع يتم حفظ النفط فيها في الوقت الراهن: ضمن ولاية لويزيانا إلى جانب بحيرة تشارلز وباتون روج، وفي ولاية تكساس نواحي فريبورت وويني

توجد في هذه المواقع عدة كهوف ملحية اصطناعية يصل عمق كل منها تقريبا إلى كيلو متر واحد تحت الأرض يتم حفظ النفط فيها.

وتعتبر هذه الطريقة في تخزين النفط إلى الآن أرخص كثيرا من عملية حفظه في خزانات فوق الأرض، إضافة إلى أنها تعد الأكثر أماناً، حيث يمنع التركيب الكيميائي للملح والضغط الجيولوجي في الكهف حصول أي تسرب للنفط فيها.

إن موقع برايان موند بالقرب من فريبورت يعتبر أكبر هذه المواقع لحفظ النفط، إذ أن طاقة تخزينه من النفط تبلغ ما يقارب 254 مليون برميل.

ويقدر النفط في هذه الكهوف بـ 644.8 مليون برميل في 13 أيلول حسب ما ذكر في موقع المخزون الاحتياطي الإلكتروني

وكان استهلاك الأمريكيون للنفط عام 2018 ما يقارب 20.5 مليون برميل من النفط في اليوم وفقاً لما قالته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ما يعني أن هناك من النفط ما يكفي البلاد مدة 31 يوماً.


كيف يتم استخدام المخزون الاحتياطي؟

ينص القانون الذي وقعه جيرالد فورد عام 1975، بأن الرئيس فقط هو من يستطيع السماح باستخدام كميات من النفط الاحتياطي إذا ما كان هناك "نقص كبير في إمدادات النفط".

وتفرض القيود عدم إمكانية نقل إلا كميات صغيرة من النفط من هذه الأنفاق في اليوم، حتى لو كانت أوامر السلطة الرئاسية تقتضي بإطلاقه، وقد يستغرق الأمر حوالي أسبوعين لكفاية السوق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن النفط غير معالج بالكامل. ويجب تكريره لنزع مشتقات الوقود الصالحة للاستخدام في وسائل النقل.

وذكر وزير الطاقة الأمريكي، ريك بيري، لمحطة (CNBC) أنه "من المبكر قليلاً الحديث عن اعتماد استخدام الاحتياطات النفطية بعد الهجمات على المملكة السعودية".

متى تم استخدام النفط الاحتياطي من قبل؟

تم استخدام الاحتياطي النفطي في عام 2011 قبل الآن، وذلك بسبب الاضطرابات الناجمة عن الانتفاضات الحاصلة في عدة دول عربية ما دفع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة إلى استخدام مقدار ما مجموعه 60 مليون برميل من النفط لمواجهة الاضطرابات والنقص المهيمن على إمدادات الطاقة حينها.

وقبلها اضطرت الولايات المتحدة لاستخدام كميات كبيرة من براميل النفط في عدة مناسبات. إذ وافق الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الثاني، على استخدام الاحتياطي النفطي أثناء حرب الخليج عام 1991، كما أمر جورج بوش الابن ببيع 11 مليون برميل عقب إعصار كاترينا.

إلا أن هناك من يتساءل عن فائدة الاحتفاظ بهذا الاحتياطي الهائل في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة زيادة في إنتاج الطاقة؟ واقترح البعض في العاصمة واشنطن استخدامه بالكامل.

واوصى التقرير الصادر عن مكتب المحاسبة الحكومية في عام 2014، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يُقلل الأسعار للمواطنين الأمريكيين. وفي عام 2017، تمت مناقشة بيع نصف المخزون النفطي للمساهمة في علاج العجز في الميزانية الفيدرالية.

كما تم بيع 28 مليون برميل نفط في العام 1997 في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، في خطوة كان الهدف منها تقليص العجز في ميزانية الدولة.


٠ تعليق
bottom of page