"كنز المتوسط" بحر من الغاز “المشتعل” بين الدول
- OGT
- 11 نوفمبر 2019
- 2 دقائق قراءة

أفادت دراسة أعدت في 2010، أن حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، فيه من الغاز الطبيعي ما يقدر بـ 122 تريليون قدم مكعب، بالإضافة إلى 1.7 مليار برميل احتياطي من النفط (بعض المصادر رجحت أرقاما أعلى من ذلك).
وحسب هذه التقديرات التي تم نشرها من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وما قدرته شركات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط أيضا، فإن حوض شرق المتوسط يعتبر من أبرز أحواض الغاز في العالم، حيث أن هذه المنطقة تطفو فوق بحيرة من الغاز من الممكن أن تكفي حاجة السوق الأوربية لمدة تقارب الثلاثين عاما، وتلبي حاجة العالم بأكمله لعام واحد على الأقل.
وتقع المناطق البحرية الممتلئة بالنفط والغاز، ضمن الحدود البحرية الإقليمية لمجموعة من البلدان هي: تركيا، قبرص، سوريا، لبنان، فلسطين، مصر.
- وتقوم حكومة الاحتلال الاسرائيلي، باستخراج الغاز الطبيعي من الحقول المكتشفة، حيث أنها تقوم بالتنقيب في حقل “غزة مارين”، الذي تم اكتشافه عام 2000، ضمن الحدود البحرية الإقليمية لقطاع غزة، ويبلغ حجم الغاز الذي يستخرج منه بـنحو 30 مليار متر مكعب، كذلك فهي تقوم بالتنقيب في حقل “تمار”، المكتشف عام 2009، وتبلغ احتياطياته حوالي 280 مليار متر مكعب.
أيضا تنقب حكومة الاحتلال في حقل ليفياثان (وهو حقل متنازع عليه)، الذي اكتشف عام 2010، وتبلغ احتياطاته بـ 620 مليار متر مكعب، كما يتم التنقيب في حقل تانين واكتشف عام 2012 (متنازع عليه)، وتبلغ احتياطياته بـنحو 34 مليار متر مكعب، أيضا حقل كاريش الذي تم اكتشافه عام 2013 (متنازع عليه)، وتبلغ احتياطياته ـنحو 51 مليار متر مكعب، كذلك حقل رويي المكتشف عام 2014، (متنازع عليه أيضا)، وتبلغ احتياطياته حوالي 90 مليار متر مكعب من الغاز.
- أما بالنسبة لقبرص، فقد باشرت الحفر في حقل "أفروديت" والذي تم اكتشافه عام 2011، وتبلغ احتياطياته نحو 140 مليار متر مكعب.
- أما مصر، فهي تنقب الغاز في حقل "ظهر"، المكتشف عام 2015، ويعد هذا الحقل الأكبر في شرق المتوسط، وتبلغ احتياطياته نحو 850 مليار متر مكعب.
وفي خضم هذا كله، تظهر أوجه الصراع على النفط والغاز شرق المتوسط، آخذة أبعادا اقتصادية سياسية أمنية وقانونية، بشكل بالغ التعقيد وقابل للاشتعال بأية لحظة.
ونتيجة لذلك، قامت بعض الدول المعنية، بالتوقيع على اتفاقات من أجل ترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة، فعقد الاتفاق بين قبرص ومصر سنة 2003، وبين لبنان وقبرص في 2007،
وعلى الطرف الآخر من هذه الاتفاقيات، تأزمت مواقف بين بلدان أخرى، أهمها تصاعد التوترات بين قبرص وتركيا حول استنباط الأخيرة الغاز الطبيعي من المياه الإقليمية، والتي أودت إلى نشوب مواجهة مع الاتحاد الأوروبي.
على جانب آخر، سعت الولايات المتحدة لأن تتوسط بين حكومة الاحتلال ولبنان بخصوص ترسيم الحدود، بعد الصراع على البلوك 9 البحري المشترك، إلا أن سعيها باء بالفشل.
هذا ومن المزمع، أن يباشر لبنان أعمال الحفر والتنقيب في البلوكين 4 و9 في يناير/ كانون الثاني القادم.
أما سورية فمازالت خارج معادلة التنافس إلى الآن، نتيجة الحرب القائمة، بالرغم من ذلك يدور حديث بشكل متكرر بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية مع لبنان.
يذكر أن أهم شركات التنقيب عن النفط والغاز العالمية في حوض شرق المتوسط، هم شركة ENI الإيطالية (في مصر وقبرص)، وشركة ائتلاف Nobel Energy الأمريكية (ضمن الأراضي المحتلة) وشركة Total الفرنسية (في قبرص)، وائتلاف “توتال” الفرنسية، ”نوفاتك” الروسية و“إيني” الإيطالية (داخل لبنان).
Comentários