النفط الرملي .. ماهيته ومعلومات عنه
- OGT
- 12 يناير 2020
- 3 دقائق قراءة

كنا قد تكلمنا في عدة مقالات سابقة عن طبيعة وإنتاج ومستقبل النفط الصخري، ومعلومات أيضا عن الصخر النفطي. وقلنا أن النفط الصخري والصخر النفطي لا يربطهما إلا كلمة "صخري"، لكنهما مختلفان في التكوين والاستخراج وطريقة الإنتاج. فالنفط الصخري هو عبارة عن نفط عادي لا يختلف عن النفط التقليدي، لكنه يتواجد في مسام مقفلة داخل صخور صماء. أي أن المسام غير موصولة بين بعضها البعض وتحتاج إلى عملية "التكسير الهيدروليكي". أما الصخر النفطي فيتواجد في الطبيعة على هيئة صلبة ويكون قريبا من سطح الأرض أو على ظهرها. وهو عبارة عن مادة تعرف باسم "الكيروجين" تختلط مع الصخور بنسبة قد تصل إلى 10% ويتم استخراجها، أو فصلها، عن طريق عملية التسخين لدرجة عالية.
أما موضوع حديثنا اليوم فهو عن النفط الرملي، والذي يعتبر من أحد النفوط غير التقليدية وأقرب ما يكون للصخر النفطي، من ناحية طريقة التكوين والاستخراج والتكرير. ومن الممكن أن يصنف أحيانا من أنواع النفط الثقيل ذو اللزوجة العالية.
- يتواجد النفط الرملي في الطبيعة على سطح الأرض أو في أعماق قريبة نسبيا منها، قد تصل إلى عدة مئات من الأمتار. وعادة ما يكون مختلطا مع الرمل على شكل أسفلت أو "بتيومين". وتكون نسب المخلوط، 75% مواد غير عضوية و10 % "بتيومين"، وهو الجزء النفطي، و10 % مادة طينية و5 % ماء.
- تختلف طريقة استخلاصه حسب قربه وبعده عن السطح. فالنفط الرملي فوق الأرض يتم تجميعه عن طريق الجرافات ونقله إلى أفران خاصة ثم إلى مصانع التكرير. أما الذي يتواجد عند أعماق لا تصلها الجرافات، ويمثل 80% من الاحتياطي، فغالبا يجري تسخينه في محله حتى يذوب، ومن ثم يتم سحب السائل وينقل إلى مصانع التكرير.
هناك عدة طرق لتسخين النفط الرملي:
ضخ كميات كبيرة من بخار الماء عند حرارة تبلغ 300 درجة
أو زيادة درجة حرارة المخلوط عبر التسخين الكهربائي.مع العلم أن هذه العملية تحتاج وقتا طويلا حتى يذوب المخلوط الصخري.
- يتوزع النفط الرملي بين أماكن كثيرة في عدة مواقع حول العالم منها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والعديد من بلدان الشرق الأوسط. لكن أكبر نسبة من احتياطي النفط الرملي فتوجد في كندا وفنزويلا، ومن ثم بنسب أقل في مواقع مختلفة من العالم. ويعتبر أكبر منتج له كندا. حيث بلغ إنتاجها ما يفوق ع2 مليون برميل في اليوم، وكمية الإنتاج ماتزال في حالة صعود.
تختلف طبيعة النفط الرملي الفنزويلي قليلا عن النفط الكندي. إذ إن وجوده في فنزويلا أكثر عمقا وأقرب لكونه من أنواع النفوط الثقيلة. وتنتج فنزويلا منه قرابة 300 ألف برميل في اليوم بالرغم من ضخامة الاحتياطي، وهذا بسبب صعوبة إنتاجه وارتفاع تكلفته. - تقدر احتياطيات النفط الرملي في العالم أكثر من 3 تريليون برميل، ما يزيد عن نصفها في كندا وفنزويلا. إلا أن الاحتياطي المعلن والممكن استخراجه اليوم وفق التقنيات الحالية في تلك البلدين يقدر بـ و170 مليارا في كندا و290 مليار برميل في فنزويلا. مع العلم بان هذا التقدير للاحتياطي العالمي مبدئي ومبني في معظمه على تخمين المحللين، وهو قابل للارتفاع. وغالبا ما يكون عامل الاستخراج متدنيا إلى درجة كبيرة، بالمقارنة مع النفط التقليدي.
- تقدر تكاليف إنتاج النفط الرملي في كندا حاليا بحوالي 60 دولارا للبرميل. ومن المحتمل أن هذا الرقم لا يتضمن تكلفة إعادة المواقع الشاسعة إلى طبيعتها الأصلية وتشجيرها، بعد استخلاص النفط منها، وذلك يعد عاملا مكلفا وشرطا ملزما لشركات الإنتاج. وبالتأكيد فإن تدني التكلفة إلى هذا المستوى يرجع إلى كون البنى التحتية للمشاريع القائمة في كندا تم بناؤها منذ زمن طويل ولا تزال تؤدي وظائفها بشكل جيد. أما المشاريع الجديدة فهي موضوع آخر. فالشركات التي تتولى حاليا مشاريع النفط الرملي الجديدة في كندا تنتظر ارتفاع الأسعار النفطية إلى 150 دولارا للبرميل، حتى يكون مجديا اقتصاديّا. ولذا، فمن غير المتوقع بدء الإنتاج خارج كندا إلا بعد وصول الأسعار النفطية إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل،على الأقل.
ولن يكون إنتاج الرملي والصخري مسك الختام في سلسلة المصادر النفطية. فهناك أنواع أخرى تختلف تكاليف إنتاجها، إلى جانب الصخر النفطي المعروف، تنتظر دورها عندما تصبح الأسعار مجزية. منها أنواع "القار"، وهي مادة نفطية غير سائلة في عمق النفط التقليدي، ونوع "البرافين" الذي يحتاج إلى تسخين ليسهل ضخه.
* توضح الصورة أعلاه في قسم منها منجم لاستخراج النفط الرملي في ألبرتا - كندا، والهياكل الصفراء هي قواعد الأهرامات المصنوعة من الكبريت، يأتي الكبريت من الإسفلت الموجود في الرمال النفطية ويتم تخزينه هناك لأنه من غير الاقتصادي بيعه.
Comments