الفارق بين النفط الصخري والصخر النفطي
- OGT
- 5 ديسمبر 2019
- 2 دقائق قراءة

يوجد فرق كبير بين النفط الصخري والصخر النفطي، بالرغم من اللط الذي يخلط بين الاثنين حتى بين المهتمين أحيانا،
فالنفط الصخري هو نفط عادي يتواجد في الطبيعة بحالته السائلة، ضمن مسام صخور شبه صماء لا تتيح له الجريان بدون فتح ممرات شعرية تقوم بالتوصيل بين مسامه إلى مكان فتحة البئر. ويسمى ببعض الأحيان بنفط الصخور الصماء أو عديمة النفاذية، منسوبا إلى طبيعة الصخور التي تحمله.
أما الصخر النفطي فهو مادة صلبة تتشكل من مواد عضوية لها القدرة على التحول إلى الخاصية النفطية. وتمتاز الولايات المتحدة بوجود كميات ضخمة منه على شكل صخور داكنة اللون ضمن جبال كولورادو.
وتختلف طرق إنتاج النفط الصخري عن ذلك الناتج عن الصخر النفطي. فإنتاج النفط الصخري يتم عبر عملية التكسير الهيدرولوكي، والتي تعتبر عملية مكلِفة ماديا وينتج عنها آثارا سلبية في البيئة السطحية وأحيانا في الطبقة الأرضية الحاملة للمياه الجوفية.
كما تحتاج هذه العملية إلى وجود عددا من الآلات الثقيلة ذات الثمن الباهظ بالإضافة إلى مضخات لها قدرة كبيرة على ضخ السوائل تحت ضغط عال. وعادة تقوم شركات مختصة بتوفير المعدات والقيام بأعمال جميع الترتيبات اللازمة وحقن السوائل المطلوبة عبر فوهة بئر الإنتاج، ومن ثم تلقي قسم من السائل الفائض عن الكمية التي تحتاجها عملية التكسير. وهذا القسم يؤدي إلى حدوث تلوث للبيئة المحيطة بالبئر إذا لم تتم معالجته ونقله ضمن صهاريج خاصة إلى منطقة آمِنة.
ويحتاج البئر الواحد إلى كميات كبيرة من المياه من الممكن أن تصل إلى 5 مليون جالون، مع خليط كمية من الرمل الخشن مع المواد الكيماوية. والغرض الأساسي من العملية، كما يشير إليه اسمها، هو تكسير مجموعة الصخور الصلبة نتيجة ضغط الضخ وإحداث شقوق شعرية يندفع عبرها النفط إلى محيط البئر، ليتم حينها إنتاجه كأي بئر عادي. ووظيفة المواد الكيماوية هي المساعدة في تليين الصخور ليسهل القيام بتكسيرها. وخلال عملية التكسير تندفع حبيبات الرمل لتدخل الشقوق الصخرية التي أحدثتها عملية التكسير لتبقي الشقوق مفتوحة بعد انتهاء ضغط عملية التكسير.
ومن الخصائص المتميزة في إنتاج النفط الصخري أن كميته قليلة جدا مقارنة بإنتاج النفط التقليدي، وأن بئر الإنتاج تفقد أكثر من 70 في المائة من إنتاجها خلال السنة الأولى. ويتدرج نزول الإنتاج لسنتين أو ثلاث حتى يصل إلى مستوى غير اقتصادي. ويكون هناك اختياران، إما إعادة عملية التكسير أو حفر بئر جديدة، وكلاهما مكلف. وتراوح تكلفة بئر الإنتاج في الولايات المتحدة من أربعة إلى ثمانية ملايين دولار. فإذا أخذنا في الاعتبار توافر عامل المنافسة بين الشركات المتعددة هناك واليد العاملة المدربة، فإن جلب إحدى تلك الشركات إلى خارج أمريكا، كمنطقة الشرق الأوسط، سيدفع بالتكاليف إلى الضعف على أقل تقدير. ناهيك عن ندرة المياه في البيئات الصحراوية.
أما الصخر النفطي، وهو يشبه الرمل النفطي إلى حد ما، المتوفر بكميات كبيرة في كندا، فهو عبارة عن مادة صلبة ويكون إنتاجه بواسطة تحويله إلى الحالة السائلة من خلال عملية التسخين. فإذا كان وجد على سطح الأرض أو على عمق قليل من القشرة الأرضية، فإن أفضل طريقة هي بتحويل المكان إلى منجم ويتم حينها نقل الصخر النفطي الصلب إلى مواقع خاصة للتسخين أو يتم تعريضه للاحتراق وسط بيئة خالية من عنصر الأوكسجين. وتعتبر هذه العملية مكلفة جدا أيضا وتخلف آثارًا ومناظر مؤذية عند مكان الإنتاج ويصبح من الصعوبة أو المستحيل إعادة المكان إلى طبيعته الأصلية. أما إذا كان مكان الصخر النفطي أعمق من ذلك ومن الصعوبة بمكان الوصول إليه وتحويله لمنجم، فالوسيلة الوحيدة لإنتاجه هي ضخ كمية كبيرة من السوائل ذات الحرارة المرتفعة كي يتم تذويبه داخل مكامنه ومن بعدها إنتاجه من خلال حفر آبار تصل إلى عمق المكمن.
Comments