top of page

أثار الانسكاب النفطي في البحار

  • OGT
  • 7 يناير 2020
  • 4 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 14 مارس 2020

بشكل عام يمكن استعراض الأضرار المترتبة على البيئة البحرية جراء التسرب النفطي كما يلي:

1. يكون النفط طبقة رقيقة تعزل الماء عن الهواء الجوي وهذه الطبقة تنتشر على مساحة كبيرة من سطح الماء ( حيث أن اللتر الواحد من النفط المتسرب في البحار يغطي مساحة تفوق 4000 متر مربع من المياه السطحية) ومن المعلوم أن النفط يدوم طويلاً في المياه ولا يتحلل إلا من خلال أنواع معينة من البكتيريا وبالتالي تحول هذه الطبقة عملية التبادل الغازي بين الهواء والماء فتمنع وصول الضوء والأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون إلى الماء مما يسبب توقف عملية التركيب الضوئي التي تقوم بها النباتات المائية . وكما هو معروف فإن عملية التمثيل الضوئي ضرورية من أجل تزويد مياه البحر بالأوكسجين وتنقيته من ثاني أكسيد الكربون.

2. تسبب البقعة النفطية عزل حرارة الشمس ومنعها من التغلغل إلى الأعماق , ما يؤثر في الإسفنج والثروة المرجانية ككل. وإذا ما تم تدمير هذه الشعاب فإنه من الصعب تكوّن غيرها إلا بعد عشرات السنين , ومعلوم أن هلاك الشعاب المرجانية يتبعه موت عدد كبير من الأحياء المائية التي تعيش فيها كالأسماك وغيرها من الأحياء


3. يحمل النفط على موادا تسمى "النفتينات" وهي مركبات سامة تؤدي إلى قتل الأسماك الصغيرة والمحار والرخويات واللافقاريات القاعية والقشريات . وحسب العلماء فإن مقدار 10 غرام فقط من النفط في متر مكعب واحد من مياه البحر سيكون كافياً لقتل بيض السمك الموجود ضمن هذا المتر المكعب . ويؤدي وجود البقعة النفطية إلى قتل الأسماك الصغيرة بالدرجة الأولى , وقد ثبت أن قطرة النفط البالغ قطرها 0.0001 ملم تعزل الماء عن أوكسجين الهواء الجوي وتقوم بتغييرعملية التبخر.

ولعل أكبر المخاطر هي تلك التي تحصل نتيجة قتل البلانكتونات ، فمن غير هذه العوالق البحرية تستحيل الحياة في البحر. حيث تتغذى عليها أغلب الأسماك والحيوانات البحرية وهذه الأحياء تتكاثر بسرعة هائلة, ويستطيع الكيلو غرام الواحد منها أن يتحوّل في 17 يوم فقط إلى 150 مليون طن , لذا فإن قتل هذه الأحياء الدقيقة نتيجة التلوث بالنفط يعني حرمان الأحياء البحرية من المصدر الرئيسي لغذائها , فضلا عن ذلك فإن هذه البلانكتونات تقوم بدور أساسي في توفير الأكسجين . وربما لا يعلم الكثير أن الكمية الأساسية من أوكسجين الهواء الجوي لا تولّدها الأشجار الضخمة بل العوالق المائية النباتية الصغيرة جداً .

4. ويحوي النفط على مواد عطرية تسبب مقتل الكائنات البحرية إذا ما امتصتها , حيث تؤثر هذه المواد على الأسماك وبيضها والمحار ذي الصدفتين. والتركيز الضئيل جداً منها الذي يصل إلى 0.1 جزء بالمليون يؤثر في القشريات والأحياء التي تعيش في قاع البحار

5. يتسبب التلوث المزمن بالنفط لماء البحارفي عرقلة توالد الأسماك والقضاء على صغارها , إذ تتجمع الهيدروكربونات المكونة للنفط داخل الأنسجة الدهنية وأنسجة الكبد والبنكرياس وأنسجة الأعصاب للأحياء البحرية , ما يؤدي إلى تسممها واضطراب وظائف أعضائها , وتنتقل هذه المواد السامة للإنسان , وقد وجد أن بعض هذه المركبات قد يسبب "السّرطان" مثل "البنزوبايرين"

6. من المعلوم أن زيت البترول غير قابل للذوبان في الماء , إلا أن جزءاً صغيراً منه يختلط بالماء ويكوّن مستحلباً شبيه بالشوكولاته يعرف بمستحلب الزيت في الماء , حيث تعقّد الأحوال البحرية والجوية أحيانا عمليات التنظيف فيمتزج النفط المتسرب بماء البحر متحولاً إلى مستحلب يحوي ماء بنسبة 10% كما حدث أثناء تسرب النفط من (الناقلة أموكوكاديز ) فأصبح الماء أكثر لزوجة والتلوث 4 أضعاف من حجم النفط . فأثناء هيجان البحر تختلط بقعة النفط بماءٍ تحتها ويتكون نوع جديد من المستحلبات تبدو على شكل رغوة سميكة فوق بقعة النفط يصعب التخلص منها وتغطي مساحات كبيرة تصل مئات الكيلو مترات. ويختلط المستحلب بالمياه الأكثر عمقاً ويركز الملوثات الأخرى كالمبيدات والعناصر الثقيلة وبقايا المنظفات الصناعية والمركبات الهيدروكربونية كما يقوم المستحلب بامتصاص بعض العناصر الثقيلة كـ ( الزئبق – الرصاص – الكادميوم) من ماء البحر ويزداد تركيز هذه العناصر في المنطقة المحيطة فتزداد الآثار السامة في المنطقة وتموت بعض الكائنات الحية وتهلك البويضات واليرقاتمما يؤدي إلى هلاك الحياة البحرية.

7. إضافة إلى تلويث البقع النفطية لماء البحر فإن البقعة النفطية تؤثر بشكل خطير في التوازن الحراري للمياه وعملية التبخر . وتشير التجارب العلمية على أن أرق طبقة من النفط تخفف التبخر بنسبة 60 % . ومن المعلوم أن البحار والمحيطات تؤمن نسبة 90 % من بخار الماء المتواجد في الجو . وتتسبب البقعة النفطية في ارتفاع سخونة سطح المياه . ويؤثر هذا التلوث في نسبة الأوكسجين الذائب في الماء حيث يقللها , وهذا يؤثر سلباً في سرعة نمو الأحياء المائية من نباتات وحيوانات , وبالتالي يؤدي إلى حدوث إختلال في التوازن البحري البيئي

8. إن أهم الأضرار وأكثرها خطورةً هو استهلاك الأوكسجين الذائب في المياه والضروري لتنفس الكائنات البحرية . ويحصل استهلاك الأوكسجين الذائب في المياه بسبب عاملين :

أولهما : استهلاك كميات كبيرة منه أثناء قيام بكتريا التحلل بتحليل النفط إلى مركباته الأولى , وفي هذا الشأن, فإن تحلل برميل واحد من النفط يؤدي إلى استهلاك الأوكسجين المذاب في حوالي 400000 برميل ماء ثانيهما : تخفيف قدرة التبادل الأوكسجيني بين الماء والهواء بسبب الطبقة الرقيقة السوداء التي يكوّنها النفط على سطح الماء , إذ تكون هذه الطبقة عائقاً يحد من عملية تبادل الأوكسجين لتصبح أقل من المعدّل بكثير

9. تتسبب البقعة النفطية في تلوث الهواء أيضاً , عن طريق تبخرالأجزاء الخفيفة المتطايرة المتواجدة في النفط , ويتراوح معدل التبخر بين 10% إلى 75% من الوزن الإجمالي لبقعة النفط . تتصاعد الكثير من الأبخرة من بقع النفط وتقوم التيارات الهوائية بدفع هذه الأبخرة بعيداً عن ا لموضع الذي تلوث بالنفط إلى المواقع السكنية على الشواطئ والمناطق الساحلية عبر الهواء الذي أصبح مشبعاً بها لدرجة كبيرة وبتركيز كبير فوق المقبول ما يؤثر على النظام البيئي البري والبحري . وتؤثر في هذا المعدل عوامل عديدة, بعضها مرتبط بخصائص النفط نفسه كالكثافة واللزوجة والضغط البخاري , والبعض الآخر يرتبط بعوامل طبيعية مثل درجة حرارة كل من الهواء ومياه البحروحركة الأمواج وسرعة الرياح واتجاه التيارات المائية


10. تقوم الرياح وحركة الأمواج بزيادة التلوث برفع أجزاء من بقعة النفط نحو الشاطئ وتلويث الرمال فتحيلها إلى منطقة عديمة النفع . لذا تكون الشواطئ المجاورة لخطوط نقل النفط مهددة بتلوثات نفطية لأنها تقع تحت رحمة حركة الرياح والمد والجزر والموج الذي يمكنها دفع البقع النفطية نحوها.

تسرب النفط على الشواطئ شمال شرق البرازيل - 2019
تسرب النفط على الشواطئ شمال شرق البرازيل - 2019

Comentarios


bottom of page